على الرغم من أن ألمانيا تعتبر من أولى الدول الصناعية في العالم إلا أنها تعطي اهتمامًا كبيرًا للزراعة، لتصبح منتجات الزراعة في ألمانيا من أكبر مصادر التمويل في الاتحاد الأوروبي وتوفير الأمن الغذائي.
وهذا يرجع إلى اهتمام الدولة بالأراضي الزراعية والماكينات الخاصة بها مما جعلها تتفوق على غيرها من البلدان الكبيرة كفرنسا وإيطاليا.
كما تعتبر الزراعة في ألمانيا من المصادر التي أدت إلى استقرار الدولة في ظل الأزمة التي حدثت في دول الاتحاد الاوروبي في الآونة الأخيرة والفترة الحالية ونقص الإمدادات العالمية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ جدًا.
الزراعة في ألمانيا
تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في ألمانيا حوالي نصف المساحة الكلية للبلد أي في حدود 18 مليون هكتار لتحتوي على حوالي 270 ألف مزرعة يعمل بها مليون مزارع ويبلغ حجم الإنتاج الزراعي للدولة سنويًا 50 مليار يورو.
ومن الأشياء التي ساعدت في ازدهار الزراعة في ألمانيا توافر الأيدي العاملة من السكان المحليين، وكذلك رغبةً من الدولة في الاكتفاء الذاتي من ناحية الثروة الزراعية والحيوانية والسمكية، كما يتوفر في ألمانيا مناطق مخصصة لإنتاج الأعلاف الخاصة بتربية الحيوانات.
كما وكانت المساحات الواسعة الموجودة في ألمانيا سببًا رئيسيًا في ازدهار الزراعة ونمو القطاع الزراعي بشكلٍ عام، وجعلها من أقوى البلاد التي تقوم بتصدير منتجاتها الزراعية حول العالم.
والذي يبلغ أكثر من 1/3 الحصيلة الإنتاجية التي تنتجها الدولة في السنة وتعتبر بذلك في المرتبة الثالثة بين الدول من حيث تصدير هذه المنتجات.
ويرجع هدف ألمانيا من اهتمامها بالزراعة إلى توفير الاحتياجات الأساسية للشعب وكذلك المحافظة على المناظر الطبيعية الخضراء التي تعطي شكلًا جماليًا للحقول في ألمانيا فجعلها ذلك تقوم باستخدام كل شبر في المناطق الصالحة للزراعة وتستثمر فيه.
تعتمد ألمانيا في زراعة معظم محاصيلها على البيوت الزجاجية والبلاستيكية خاصةً في زراعة بعض أنواع الخضروات والفواكه.
وذلك لمعادلة البيئة المناخية التي تحتاجها تلك المزروعات وتوفير وسائل التدفئة اللازمة التي تساعد في ضبط درجات الحرارة بما يتناسب مع كل نبات.
مما يجعل تكلفة الزراعة في ألمانيا لا تقتصر على أجور المزارعين والسماد اللازم للنباتات أو تكلفة البذور وإنما يضاف إليها أيضًا تكلفة وسائل الطاقة التي تخص ضبط الحرارة.
يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن مواد غذائية عربية في ألمانيا بالجملة والقطاعي
العمل في الزراعة في ألمانيا
يعتبر مجال العمل في الزراعة في ألمانيا من الوظائف التي تلقى إقبالًا كبيرًا هناك، نظرًا لضخامة الراتب الذي يحصل عليه المزارع والذي قد يعادل راتب المتخصص في مصانع البلد.
كما أن هذه الوظيفة تعتبر من الوظائف التي لا يُشترط للالتحاق بها معرفتك الكاملة للغة الألمانية والتي تعتبر شرطًا أساسيًا من شروط الهجرة إلى ألمانيا، حتى أن راتب المزارع قد يصل إلى ألفين وخمسمائة يورو شهريًا.
وعلى الرغم من توفر الآلات الزراعية الحديثة والمطورة في ألمانيا والتي تعتبر هي المصدر الرئيسي لتلك الآلات لمعظم البلاد حول العالم.
إلا أن الدولة توظف ما يقرب من 2% من سكانها ذوو الصحة الجيدة التي تتناسب مع أعمال الزراعة في ألمانيا، ويتم الاعتماد على الأجانب الموجودين في الدولة كعمال للمساعدة في الوظائف الرئيسية لهذه المهنة.
وتعتمد الزراعة في ألمانيا على العمال الأجانب والطلاب فيما يخص الزراعات الموسمية والتي لا تشترط وجود عقد مع المزارع لمدة عام ويتم الاكتفاء فقط في الفترات الخاصة بهذه الزراعة وفترات حصادها.
في حين أنه للحصول على عقد عمل في مجال الزراعة لمدة عام كامل فيجب توافر عدة شروط في المزارع نفسه.
كما أن تلك الوظائف تكون عن طريق الشركات التي تعتمد بشكل كبير على الصُوب الزراعية لإنتاج محاصيل الخضروات والفاكهة والتي تحتاج بالطبع إلى العمالة الدائمة.
حيث أن طريقة الزراعة التي تعتمدها تلك الشركات هي ما تحدد بيئة الطقس الخاصة بكل نبات.
شركات زراعية في ألمانيا
تتعدد الشركات الزراعية في ألمانيا ويختلف إنتاجها وفقًا للمحاصيل المناسبة للحقول التي تمتلكها تلك الشركات وموقعها الجغرافي في الدولة، فتختلف المنتجات المزروعة في شرق ألمانيا عن التي تزرع في الغرب أو حتى الجنوب والشمال.
فتعتمد الزراعة في منطقة حزام الحبوب والتي تمتد من شرق شليسفيج هولشتاين وصولًا إلى خليج كولونيا على زراعة المحاصيل الرئيسية التي تندرج تحت قائمة الحبوب والغلال مثل: القمح والذرة والشوفان والشعير كما تقوم بزراعة بعض أنواع الخضروات مثل البطاطس وبنجر السكر وبعض الفواكه.
أما في جنوب البلاد فنجد أن المناطق هناك أكثر دفئًا عن غيرها من مناطق الزراعة في ألمانيا، فمثلًا في بافاريا يتم زراعة البساتين والبنجر والعنب وخاصةً بالقرب من الوديان النهرية كما ستجد توافر مزارع التبغ في هذه المناطق.
كما توجد بعض المزارع الصغيرة التي لا يتعدى موظفيها خمسة أفراد ويكونوا عائلة واحدة وتعمل الآن ألمانيا على تقديم الدعم اللازم لتلك المزارع فعملية الزراعة والري والتسميد وجني الثمار وكل متطلبات عملية الإنتاج تقع على عاتقهم، وعادةً لا تتعدى مساحة المزرعة الصغيرة 15 هكتار.
اقرأ أيضًا المزيد عن حقائق عن ألمانيا.. هل كنت تعرفها من قبل؟
الاستثمار الزراعي في ألمانيا
اهتمام الدولة بالزراعة في ألمانيا جعلها تفكر في وسائل تطوير المشاريع الزراعية لزيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل التي تحتاجها الدولة.
مما أدى لطرح برنامج الاستثمار الزراعي الذي قدمته وزارة الاتحاد الألمانية للأغذية والزراعة والذي يسعى إلى توفير الوسائل التي تدعم البيئة وتحافظ عليها وعلى الطبيعة وتوفر المناخ المناسب للمزروعات.
كذلك بحثت الدولة عن توفير طرق مكافحة الآفات الزراعية التي تصيب النباتات وكل ما يفيد المؤسسات الزراعية من أسمدة حتى تحد من الانبعاثات.
أسعار الأراضي الزراعية في ألمانيا
وفي حال كنت ترغب في شراء أحد المزارع الموجودة في ألمانيا فكل ما عليك هو البحث عن شخص مسئول لكتابة عقد البيع الخاص بقطعة الأرض والذي يقوم به عادةً محامي أو كاتب عدل.
وهو نفسه من يقوم بمرافقتك أثناء عملية الشراء وتقوم باختياره بنفسك ويمكن للوسيط اقتراح بعض الأشخاص عليك ليقوموا بهذه المهمة لكنك لست مجبرًا على الإطلاق بالالتزام بالشخص الذي اقترحه البائع أو الوسيط.
وفي حين كنت تسأل عن أسعار الأراضي الزراعية في ألمانيا فيمكن القول أن أكثر المناطق الزراعية شهرةً بحسن بيئتها المناسبة للمحاصيل المختلفة قد يبلغ سعر الهكتار الواحد فيها حوالي 3400 يورو والهكتار الواحد يساوي 2.48 فدان من الأرض.
الثروة الحيوانية في ألمانيا
يشكل الإنتاج الحيواني في ألمانيا أكثر من ½ حاصلات الإنتاج الزراعي بشكلٍ كامل والتي تمد سكان البلد بأكثر من 80% من اللحوم.
فيعتمد الألمان على الثروة الحيوانية بشكلٍ كبير ويقومون بتربية الخنازير والأبقار التي تكتسب الوزن الكبير وكذلك يهتمون بتربية الدواجن وذلك كله بخلاف اهتمامهم بالثروة السمكية.
يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن تعرّف على رواتب العمل في ألمانيا للعديد من المهن الرئيسية
يبلغ حجم الإنتاج الحيواني من لحوم وألبان وبيض الحد الذي معه يغطي حاجة السكان ويفيض ليتم توريدها بعد ذلك للمتاجر الكبيرة التي تعتمد بشكل أساسي عليهم فيما يخص المنتجات الحيوانية، كما تقوم الدولة بتصدير فائض الإنتاج الحيواني والذي يبلغ 1/3 الإنتاج.
وعلى الرغم من الاهتمام الكبير بالثروة الحيوانية وما تُدره من دخل كبير في الاقتصاد الألماني إلا أنه إلى هذه اللحظة لا يوجد مركز خاص بالمواشي في ألمانيا، ويقوم المزارعين برعي أبقارهم وغنمهم في حقول المناطق الساحلية ومناطق زراعة الأعلاف كجبال الألب.
الأسئلة الشائعة عن الزراعة في ألمانيا
هل المانيا تزرع القمح؟
يعد القمح من المحاصيل الزراعية التي تركز ألمانيا على زراعتها بكميات كبيرة خاصةً في الشتاء ليبلغ حجم إنتاجها حوالي 22 مليون طن سنويًا على مساحة أراضي تصل إلى 2.9 مليون هكتار.
ما هي الزراعة في ألمانيا؟
تصنف ألمانيا منتجاتها الزراعية في المحاصيل التي تحصدها طوال العام وكذلك منتجاتها الحيوانية التي تعتمد فيها الحيوانات بشكل أساسي على التغذية بواسطة المزروعات مثل اللحوم والألبان وغيرها من الأصناف التي تنتجها الحيوانات.