يعتبر يوم الوحدة الألمانية Tag der Deutschen Einheit والذي يوافق الثالث من شهر أكتوبر كل عام بمثابة العيد عند الشعب الألماني.
حيث أنه يمثل الذكرى السنوية لتوحيد البلاد وضم الألمانيتين مرة أخرى بعد أن تم تفرقتهم منذ الحرب العالمية الثانية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) وجمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية).
ففي الليلة الفاصلة بين التاسع والعاشر من نوفمبر عام 1989 قام الشعب الألماني بتغيير مجرى التاريخ وقاموا بإسقاط السور الأيدلوجي (جدار برلين) الذي قسم البلد إلى دولتين مختلفتين نتيجة للخسارة الكبيرة التي نتج عنها خلافات بين دول الحلفاء والاتحاد السوفيتي حول النفوذ داخل خريطة اوروبا.
يوم الوحدة الألمانية
انقسمت ألمانيا إلى قطاعين غربي وشرقي ليسمى القطاع الأول بألمانيا الاتحادية والثاني ألمانيا الديمقراطية وتحولت بذلك برلين إلى منطقة نزاع في تلك الحرب الباردة.
وعندما تدنت مستويات المعيشة في الجمهورية الديمقراطية لجأ الشعب إلى التسلل إلى الجمهورية الاتحادية بحثًا عن مستوى معيشي أفضل.
أدى نزوح الشعب بين الألمانيتين إلى اضطرار الحكومة إلى بناء جدار برلين في عام 1962 لمنع ذلك التسلل وفصل الجمهوريتين، مما أدى إلى ثورة الشعب وقيامهم بالمطالبة بهدم الجدار ليتمكنوا من السفر بين المنطقتين.
يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن الشرطة في ألمانيا وأنواعها وكيف تنضم لصفوفها؟
سقوط جدار برلين
كان جدار برلين الخرساني يبلغ طوله 155 كيلو متر وبارتفاع يتعدى 5 أمتار وقامت سلطات ألمانيا الشرقية في ذلك الوقت بتعيين نقاط مراقبة أمنية لمنع التسلل من قبل المواطنين وكان من أشهر تلك النقاط نقطة مراقبة شارلي.
أدى بناء الجدار إلى تمزيق قلوب الشعب الألماني وتفريق عائلاتهم بين الألمانيتين، حتى قامت عشرات الآلاف بتنظيم التحركات الشعبية في ألمانيا الشرقية للاحتجاج على ذلك الوضع، الأمر الذي أجبر ألمانيا الشرقية على إعلان سقوط الجدار وفتح الحدود.
وجاء هذا الإعلان بمثابة زلزال هز ألمانيا وسياسيها والاتحاد السوفيتي بأكمله، وأدى إلى بدء الشعب الالماني بحمل معاولهم والاتجاه نحو الجدار لهدمه والعبور من فوقه ومن خلال بوابة براندنبورغ لإنهاء ذلك السجن الكبير الذي كانوا يعيشون فيه ويمنعهم من الوصول إلى الجانب الآخر من البلاد واللقاء مع عائلاتهم.
وتمت عملية هدم الجدار الفعلية بدءًا من 13 يونيو عام 1990 لتستغرق عامين لإزالة كافة التحصينات الحدودية الممكنة، وأطلق على جدار برلين بين العالم وخاصةً الشعوب الألمانية جدار العار.
وأصبح يوم الثالث من تشرين هو يوم الوحدة الألمانية الذي يحتفل فيه الشعب الألماني بضم الجمهوريتين واستعادة بلادهم بعد التقسيم.
المستشار الألماني الذي نجح في إعادة توحيد ألمانيا 1990
يعتبر المستشار الألماني Helmut Kohl صاحب الفضل الأكبر بل ويعتبر هو العقل المدبر في إعادة توحيد البلاد في 1990.
وكان كول مستشارًا للبلاد منذ عام 1982 وحتى 1998 لتصبح بذلك تلك الفترة هي الأطول من بين المستشارين اللذين توافدوا على هذا المنصب.
وقد حصل هيلموت كول على جائزة المواطن الأوروبي الفخري التي منحها له مجلس دول الاتحاد الاوروبي في اجتماع المجلس في فيينا ليكون بذلك ثاني شخص يتم تكريمه بهذه الجائزة بعد أن تم منحها في عام 1976 أثناء الاجتماع الذي أقيم في لوكسمبورغ للدبلوماسي جان موني.
ولم تُمنح تلك الجائزة حتى الآن إلا لثلاثة أشخاص فقط في العالم، حيث كان جاك ديلور هو ثالثهم وحصل عليها في عام 2015 نظرًا لمساهماته في تطوير المشروع الأوروبي.
كما يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن ترتيب الجيش الألماني عالميا وقوته وعدده
مكان الاحتفال في عيد الوحدة الألمانية
يحتفل الشعب الألماني بيوم الوحدة الألمانية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر بعد أن عارض الرئيس هورست كولر (رئيس ألمانيا في 2004) والشعب بأكمله اقتراح المستشار شرودر بعدم اعتبار يوم الوحدة الألمانية يومًا منفصلًا، ليتم تعطيل العمل في هذا اليوم بعد ذلك بهدف الاحتفال بعد تأييد ذلك الرفض.
وتقام الاحتفالات بيوم الوحدة الألمانية في كل ولاية من الولايات داخل خريطة المانيا في واحدة من مدنها.
على أن يكون الاحتفال مرة واحدة يتم كل عام بولاية مختلفة، وتكون أجواء الاحتفال مليئة بالحفلات البوب ومظاهر الفرحة المختلفة والكثير من الفعاليات.
مناسبة المسجد المفتوح بنفس يوم الوحدة الالمانية
يصادف يوم 3 أكتوبر من كل عام احتفالًا آخر في الدولة وليس فقط يوم الوحدة الألمانية حيث يقوم المجلس المركزي للمسلمين (ZDM) منذ عام 1997 بتنظيم هذا اليوم للاحتفال بفتح المسجد المفتوح.
ويتم في ذلك اليوم دعوة كل سكان ألمانيا لزيارة الأماكن الخاصة بعبادات الشعوب الإسلامية في ألمانيا بموجب 1000 مسجد مشارك في هذا الاحتفال لإظهار عادات الإسلام الطيبة لغير المسلمين وتبادل المعرفة فيما بينهم.
يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن 168 محطة قطار برلين Berlin Hauptbahnhof هل تصدق ذلك؟
فألمانيا تعتبر من الدول التي بها عدد كبير من الجاليات المسلمة قد يصل إلى 5 مليون مسلم أو أكثر ويتركزون بشكل أكبر في شمال الراين وولاية ستفاليا، ومن بين الاتحادات والجمعيات والمراكز المسئولة عن المسلمين في ألمانيا الأماكن التالية:
- Ditib ويمثل الاتحاد التركي الإسلامي.
- المجلس المركزي للمسلمين.
- VIKZ جمعية المراكز الثقافية الإسلامية.
- UIAZD اتحاد المراكز الإسلامية الألبانية.
- المجلس المركزي للإسلاميين.
آثار إعادة التوحيد بعد يوم الوحدة الألمانية
تعرضت ألمانيا بعد يوم الوحدة الألمانية نتيجة لتوحيدها إلى العديد من الأزمات الاقتصادية على مدى عدة سنوات، مما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي للبلاد وتحملها لديون وطنية تقدر ب 1.5 ترليون يورو كتكلفة لإعادة التوحيد وبناء الدولة.
وكان هذا هو السبب الأساسي في هذا الخلل الذي أدى إلى ضعف اقتصاد ألمانيا الشرقية مقارنةً بالنمو الاقتصادي الذي كانت تنعم به ألمانيا الغربية في هذ الوقت.
الأمر الذي جعل من الصعب تحقيق التوازن بين الألمانيتين دون اللجوء إلى المساعدات التي تدعم تلك الفترة العصيبة.
قامت العديد من الهيئات الصناعية التوجه نحو ألمانيا الغربية بعد هدم جدار برلين وتوحيد البلاد مما تسبب في زيادة نسبة البطالة في ألمانيا الشرقية.
الأمر الذي بات ظاهرًا حتى الآن على الجانب الشرقي من ألمانيا وعلى سكانه اللذين يظهر عليهم الفرق الاجتماعي الكبير عن الغربية.
في حين اتجهت العديد من الدوائر الحكومية الفيدرالية في ألمانيا إلى نقل مقارها الرئيسية إلى العاصمة برلين لتقوم الدولة بعد ذلك بإعادة تهيئة وبناء البنية التحتية للمدينة عن طريق ضخ ملايين اليورو للقيام بذلك.
اقرأ المزيد أيضًا عن ايام العطل في المانيا بأنواعها المختلفة تعرّف عليها الآن
الأسئلة الشائعة عن يوم الوحدة الألمانية
هل تفتح المتاجر أبوابها يوم الوحدة الالمانية؟
ج: احتفالًا بيوم الوحدة الألمانية في 3 أكتوبر من كل عام، تقوم جميع المتاجر بغلق أبوابها في ذلك اليوم وتحدده الدولة يوم عطلة رسمية للجميع.
ويستثنى من ذلك بعض المتاجر التي تكون بداخل محطات القطار أو بالمطارات وكذلك مخابز العيش والصيدليات ومحطات البنزين.
ما هو مشروع التحول؟
مصطلح مشروع التحول يرمز إلى الفترة التي مرت بها ألمانيا للتمكن من الانتقال إلى النظام الديمقراطي بعد أن كانت خاضعة لنظام الحكم الاستبدادي وكانت تلك الفترة من مايو 1989 وحتى أكتوبر 1990.
هل كان هناك عيدًا وطنيًا لألمانيا قبل يوم الوحدة الألمانية؟
كانت تحتفل ألمانيا سابقًا بتاريخ تأسيسها في اليوم لسابع من شهر أكتوبر كل عام وتعتبره يوم الجمهورية.