الجيش الألماني في مواجهة تحديات التجنيد: البحث عن القوة في التنوع والتطلع نحو الجيل الجديد من الجنود
أمام تحديات تجنيد جديدة تعصف بالجيش الألماني، يتجه البوندسفير إلى تحديث استراتيجيته لجذب جيل جديد من الجنود، وذلك وسط التوترات العالمية الناتجة عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا، يعاني الجيش الألماني من ضائقة في التوظيف، تتزايد صعوبتها في ظل شح الاحتياجات والموارد الضرورية.
وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أعلن في مؤتمر صحفي أخير أن القوات الألمانية المسلحة تعاني من تحديات غير مسبوقة في جذب مجندين جدد، رغم الجهود الجبارة لبرلين لتحديث وتعزيز قواتها العسكرية في ظل الأزمة الأوكرانية.
الجيش الألماني يعاني من نقص الجنود
تعكس هذه التحديات أوضاع البوندسفير القائمة منذ فترة، حيث يشتكي من نقص الموارد والتمويل، ولكن الأزمة الروسية-الأوكرانية قد أجبرت المستشار الألماني، أولاف شولتس، على التعهد بزيادة الإنفاق العسكري.
يعترف بيستوريوس بالتحدي الهائل الذي يواجهه في تجنيد الجيل القادم من الجنود، فخلال زيارته لمركز توظيف القوات المسلحة في شتوتغارت، أكد الوزير على ضرورة تعزيز الجهود لجذب الرجال والنساء على حد سواء، بما في ذلك الأفراد من خلفيات مهاجرة.
“ملايين الأشخاص في ألمانيا، الذين يعيشون هنا حتى الجيل الثالث ولديهم تاريخ هجرة ويحملون جواز السفر الألماني، لم نتمكن من جذبهم إلى الجيش الألماني حتى الآن لأسباب متعددة”.
مع انخفاض عدد طلبات الانضمام بنسبة 7% هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ومع نسبة انسحاب تصل إلى 30% خلال فترة التدريب، يتأكد الوزير من حجم التحدي الذي يواجهه الجيش الألماني.
أصداء الأزمة وصلت إلى البرلمان الألماني في مارس، عندما أشار نائب بارز إلى أن الجيش “لديه القليل من كل شيء”، وتواجه الثكنات العسكرية حالة ترثى لها.
تتركز جهود برلين في تحديث جيشها على صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو، ومع ذلك، يبقى البيروقراطية العالقة عقبة تعيق التقدم، مع الإفصاح عن أن هذا المبلغ لم يتم توظيفه في العام الماضي.
وفي سياق التجنيد، أشار بيستوريوس إلى تحولات في القيم والمخاوف بين الجيل الأصغر، الذي يظهر قلقاً متزايداً حول تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وهو ما يكاد يكون مستحيلاً في مهنة الجيش.
تجد القوات الألمانية نفسها تكافح أيضاً ضد الزمن مع الشيخوخة السريعة للسكان التي تتسبب في نقص العمالة في العديد من القطاعات، ووفقًا لبيستوريوس، سيكون هناك تراجع بنسبة 12% في فئة الشباب (14-25 سنة) بحلول عام 2050.
بعد هذه الرؤية الصعبة، يهدف البوندسفير إلى زيادة عدد الجنود إلى 203 آلاف بحلول 2031، بدءاً من 180 ألف في الوقت الحالي، على الرغم من أن بيستوريوس أكد بأن الأرقام قيد المراجعة حالياً.
يمكنكم أيضًا قراءة مقالات موسوعة ألماني بيديا باللغتين الإنجليزية والألمانية عبر الرابطين التالين: AlmanyPedia EN – AlmanyPedia DE
كما يمكنكم متابعة أحدث اخبار المانيا اليوم بشكلٍ يومي عبر الاشتراك في خدمة الإشعارات لدينا بشكلٍ مجاني.