بريس: بعدما كانت ألمانيا صيدلية العالم أصبحت تدق ناقوس الخطر
أكد توماس بريس، رئيس نقابة الصيادلة في شمال الراين، أنه لم يسبق له أن واجه أي مشاكل بالنسبة لتوفير الأدوية منذ أكثر من 30 عامًا من العمل، موضحًا أن الوضع يزداد سوءًا، حيث أن حوالي خمس الألمان على علم بمشاكل توفير الأدوية لذلك اعتمدوا على الصين كمورد رخيص.
وفي المقابل بدأت بافاريا تطالب الحكومة الفيدرالية أن تفعل شيئًا حيال التبعية، مشيرًا إلى أن الأزمة شملت أدوية الحمى للأطفال وأدوية السعال والخافضة للضغط بالإضافة إلى أدوية سرطان الثدي.
وأشار بريس إلى أنه قبل بضعة عقود لم يكن من الممكن التفكير في هذه الاختناقات، حيث كانت ألمانيا صيدلية العالم، وأصبح اليوم الصين والهند هما صيدلية العالم، مطالبًا بضرورة إعادة أكبر قدر ممكن من الإنتاج إلى ألمانيا من جديد.
وكشف المسح الذي أجرته الرابطة الفيدرالية لمصنعي الأدوية، أن 18 بالمائة من الألمان يواجهون صعوبات أو نقصًا في الأدوية.
حيث تعتبر هذه الاختناقات مصدر إزعاج للصيدليات لأنها مضطرة لإيجاد بدائل للأدوية للمرضى أو يضطروا لإنتاجهم بأنفسهم وهذا يستغرق وقتًا طويلًا ومكلفًا.
ويسرد المعهد الفيدرالي للأدوية والأجهزة الطبية حاليًا حوالي 300 تقرير عن اختناقات في الإمداد، مع حوالي نقص 100 ألف دواء معتمد في ألمانيا.
ومع ذلك، هناك بدائل للعديد من الأدوية النادرة، حيث تؤكد السلطات وجود حوالي عشرة تقارير فقط حول المكونات النشطة الضرورية لتوفيرها، وبالتالي فهي لا ترى أي مؤشرات على التدهور الحاد في وضع الإمدادات داخل ألمانيا.
ومن جانبه، قال وزير الصحة في بافاريا كلاوس هوليتشيك، إنه ليس سرًا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بأكمله يعتمدان بشكل كبير على الصين أو الهند في صناعة الأدوية.
ولكن يجب على الحكومة الفيدرالية اتخاذ إجراءات مستدامة، ضد الاعتماد على الأدوية من الصين.
وحذر هوليتشيك من أن الاعتماد على الصين له عواقب أخرى، على سبيل المثال، إذا تم إنتاج المضادات الحيوية بشكل حصري تقريبًا في البلدان ذات معايير الإنتاج المنخفضة، فإن هذا يشجع على ظهور مقاومة لهذه المضادات الحيوية، موضحًا أن هذه المضادات تدخل إلى مياه الصرف الصحي أثناء الإنتاج في تلك البلدان.
ونتيجة لذلك، يمكن للبكتيريا تطوير استراتيجيات دفاع ضدها، أي تصبح مقاومة، مشيرًا إلى أنه إذا لم تعد المضادات الحيوية فعالة بالتالي ستتزايد عدد الإصابات بالأمراض المختلفة.