سوبرماركت ألماني يسلط الضوء على تكاليف المناخ من خلال بيع الطعام بأسعار حقيقية

يسعى سوبرماركت الخصم “بيني” إلى زيادة أسعار منتجاته لمدة أسبوع ليعكس التكلفة البيئية الحقيقية لهذه المنتجات، فهل يمكن أن يكون لذلك تأثير في كيفية تسعير الطعام وإنتاجه في ألمانيا؟

تشهد أسعار المواد الغذائية في ألمانيا ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2023، حيث ارتفعت بعض المنتجات الأساسية مثل الزبدة بنسبة تصل إلى 20 في المئة في الشهر، ومع ذلك، يؤكد نشطاء البيئة أن أسعار الطعام لا تعكس الضرر البيئي الذي يُلحق بإنتاجه.

سوبرماركت-ألماني-يسلط-الضوء-على-تكاليف-المناخ-من-خلال-بيع-الطعام-بأسعار-حقيقية

يقوم سوبر ماركت بيني الألماني بإبراز هذه المشكلة من خلال حملة “Wahre Kosten” (التكاليف الحقيقية) التي تستمر لمدة أسبوع وتشمل تسع منتجات مختارة من أكثر من 3000 منتج.

وتشمل الحملة جميع فروعها البالغ عددها 2150 فرعًا في ألمانيا، والتي ستستمر حتى يوم السبت الموافق 5 أغسطس.

قال مدير “بيني”، ستيفان غورغنس:

“نلاحظ أن العديد من عملائنا يعانون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل مستمر، ومع ذلك، فإننا مضطرون لمواجهة الحقيقة غير المريحة بأن أسعار طعامنا لا تعكس التكاليف البيئية التي تترتب على سلسلة التوريد”.

تُظهر الحملة ارتفاع أسعار منتجات شعبية مثل النقانق التي ارتفعت من 3.19 يورو إلى 6.01 يورو، وزاد سعر الزبادي بنسبة 31 في المئة من 1.19 يورو إلى 1.56 يورو، وارتفع سعر الموزاريلا بنسبة 74 في المئة ليصل إلى 1.55 يورو.

تم حساب هذه الزيادات بالتعاون مع معهد تكنولوجيا نورمبرغ وجامعة غرايفسفالد، وتعكس التكاليف الغالبة التي غالبًا ما يتم تجاهلها، مثل الضرر الناتج عن الزراعة المكثفة وإنتاج العلف للحيوانات وتلوث مياه الجوف وانبعاثات المؤثرات البيئية الضارة.

استحسنت الجمعيات البيئية ومنظمات حماية المستهلك هذه المبادرة وطالبت باتخاذ إجراءات أكثر تأثيرًا من قبل السياسيين والصناعة والتجار.

يُقدر نشطاء “غرينبيس” الضرر البيئي والمناخي الناجم عن إنتاج منتجات اللحوم والألبان في ألمانيا بنحو 6 مليارات يورو سنويًا.

ويدعو المنظمة إلى إلغاء ضريبة القيمة المضافة على الأطعمة النباتية وزيادتها بشكل كبير على منتجات اللحوم والألبان، التي تُلحق أضرارًا بيئية أكبر بكثير من الفواكه والخضروات، ويُقدم النشطاء حجة بأن هذا سيؤدي إلى تغيير فعلي في عادات استهلاك الطعام.

وبينما أشاد العديد من المستهلكين بالمبادرة، إلا أن الأغلبية يظلون غير راغبين في المشاركة فيها، وفقًا لاستطلاع “يوجوف”، حيث أبدى فقط 16 في المئة من الألمان نيتهم شراء المنتجات بأسعار ‘حقيقية’، بينما لا ينوي 44 في المئة فعل ذلك، وأبلغ حوالي 30 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أنهم ليس لديهم سوبرماركت “بيني” قريبة يمكنهم التسوق منها.

تعتزم “بيني” التبرع بالدخل الإضافي لمشروع يهدف لحماية المناخ والحفاظ على المزارع العائلية في جبال الألب.

يمكنكم أيضًا قراءة مقالات موسوعة ألماني بيديا باللغتين الإنجليزية والألمانية عبر الرابطين التالين: AlmanyPedia ENAlmanyPedia DE

كما يمكنكم متابعة أحدث اخبار المانيا اليوم بشكلٍ يومي عبر الاشتراك في خدمة الإشعارات لدينا بشكلٍ مجاني.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى