مأساة بحرية: حريق يلتهم سفينة تحمل 3000 سيارة في طريقها من ألمانيا إلى مصر
في رحلة تجارية معبأة بالتحديات والأمل، هزّت كارثة مدمرة عالم الملاحة البحرية، حيث اشتعلت النيران بسفينة شحن محملة بأكثر من 3000 سيارة، خلال رحلتها من ميناء بريمرهافن الألماني إلى بورسعيد في مصر.
ولكن الحظ لم يكن صاحب البسمة على هذه السفينة، بل عانت من مصير مروع بينما كانت تواجه صعوبات عديدة في التحكم بمأساة النيران التي اندلعت بغموض تحت أنقاض الشحنة المعقدة.
ورغم جهود خفر السواحل الهولندي، تمزقت آمال إخماد الحريق، ما أسفر عن فقدان أحد أفراد طاقم السفينة، وأصيب آخرون بجروح مروعة.
السفينة المحترقة القادمة من ألمانيا إلى مصر
“فرمنتال هاي واي” هي السفينة البائسة التي نالت منها ألسنة اللهب، تحمل علم بنما على قمتها، بطول يصل إلى 199 مترًا، فيما لا يزال الحطب يتوهج بها حتى لحظة كتابة هذه السطور.
حكاية صعوبة الإطفاء تتشعب عندما يروي خفر السواحل الهولندي جهودهم العنيدة برش الماء على جسد السفينة المحترقة لإخماد النيران الملتهبة، ولكن الماء المُستهلك بكميات طائلة، يمثل خطرًا على سلامة السفينة، فهل سيغرق مصير هذا العملاق في أعماق البحار؟
وسط التساؤلات والشكوك، صرح المتحدث باسم إدارة الممرات المائية والأشغال العامة الهولندية، إدوين فيرستيج:
“لم يتم السيطرة على الحريق بالتأكيد. من الصعب إخماد الحريق ربما بسبب الشحنة التي كانت السفينة تنقلها”.
ما هي هذه الشحنة الغامضة التي قد تكون سببًا في إحاطة اللهب بالسفينة كالعقرب حول ذيله؟
وفي أثناء البحث عن أجوبة، تتسابق التكهنات حول سبب اندلاع الحريق، وبينما يصرح خفر السواحل على أن سببه غير معروف، يُفصح المتحدث باسمه لرويترز أن النيران بدأت بالقرب من سيارة كهربائية، فهل كانت هذه السيارة البسيطة سبباً في إشعال الجحيم الذي اجتاح السفينة؟
رواية البطولة والفاجعة، لم تكن كاملة بدون أبطال حقيقيين يقفون في وجه النيران المتراقصة على أرض السفينة، فشهود عيان يروون بسرعة انتشار الحريق الذي جرى الأمر بسرعة لدرجة أن 7 من أفراد الطاقم قفزوا بجسارة من فوق سطح السفينة، لكن الجرأة كلفتهم غاليًا.
فبعضهم أُصيب في لحظة قفزهم من ارتفاع كبير فوق الماء، فيما فارق آخر الحياة بحريقها القاسي.
بطولات الإنقاذ لم تتوانَ عن إنقاذ بعض أفراد الطاقم من أحضان الماء، وجناح المروحية كان حلاً لنقل الناجين الباقين من الطاقم الذي يتألف من 23 روحًا، بعيداً عن السفينة المحترقة.
الشموع مضاءة على أبواب خبراء الإنقاذ ليحددوا الخطوات التالية لمواجهة هذا العملاق الذي يدمره الحريق بلا هوادة.
هذا الحادث المروع هو الأحدث ضمن سلسلة من حرائق عنيفة في حاملات السيارات، ففي الشهور الأخيرة، اندلع حريق مميت في سفينة أخرى تحمل المئات من المركبات، راح ضحيته اثنان من رجال الإطفاء وأُصيب خمسة آخرون.
وقبل عام، اندلعت النيران في سفينة أخرى أدت لتدمير آلاف السيارات الفاخرة قبالة سواحل جزر الأزور البرتغالية.
المياه الهادئة للبحار تخفي وراءها قصصًا مثيرة للإعجاب وأخرى مؤلمة، ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهنا في عالم البحار، فإن الإرادة الإنسانية لا تعرف الانكسار.
إنها بداية للمطالبة بتحسين إجراءات السلامة والوقاية على متن السفن لحماية أرواح أولئك الذين يسعون إلى عبور البحار بطريقة آمنة وبأحلام خالية من النيران.
يمكنكم أيضًا قراءة مقالات موسوعة ألماني بيديا باللغتين الإنجليزية والألمانية عبر الرابطين التالين: AlmanyPedia EN – AlmanyPedia DE
كما يمكنكم متابعة أحدث اخبار المانيا اليوم بشكلٍ يومي عبر الاشتراك في خدمة الإشعارات لدينا بشكلٍ مجاني.