أين يقع نهر الدانوب وكم عدد الدول التي يمر بها؟

من المعروف أن الأنهار كانت من أهم أسباب قيام الحضارات الإنسانية، وقد لعب نهر الدانوب Danube River هذا الدور في جنوب وشرق أوروبا، كان تطبيقًا حيًا للآية القرآنية “وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي”.

حيث تجمع البشر على ضفافه وبُنيت المدن والقلاع والحصون، وقامت الإمبراطوريات وفي مياهه جرت السفن التجارية، وعلى ضفتيه زرع الإنسان وتناول من الخير الذي طرحته الأرض المروية بمياه النهر الذي هو محور حديثنا في هذا المقال.

سوف نعرف سويًا معلومات شيقة عن:

• أين يقع نهر الدانوب بالتحديد؟
• الدول التي يمر بها نهر الدانوب.
• وصف نهر الدانوب.
• هيدرولوجيا نهر الدانوب.
• تأثير نهر الدانوب في اقتصاد الدول المطلة عليه.
• نهر الدانوب والطاقة الكهرومائية.
• نهر الدانوب في التاريخ القديم.
• معاهدات نهر الدانوب.
• عمق نهر الدانوب.

اين يقع نهر الدانوب بالتحديد؟

السؤال الأول الذي سوف يجول بخاطرك قارئنا الكريم هو اين يقع نهر الدانوب بالتحديد؟

حسنًا سوف أجيب على الفور، يقع نهر الدانوب في أوروبا إذ ينبع من جبال الغابة السوداء في غرب ألمانيا، وتستمر مياهه في التدفق لمسافة 2850 كيلو متر مربع وهو ما يعادل 1770 ميلًا تقريبًا، حتى مصبه في البحر الأسود.

يمكنك أيضًا معرفة المزيد عما هي عيوب الحياة في ألمانيا وما مدى قدرتك على تحملها؟

الدول التي يمر بها نهر الدانوب

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال اين يقع نهر الدانوب بشكل محدد، يجب أن نعرف ما هي الدول التي يمر بها نهر الدانوب وكذلك المدن.

لا مشكلة قارئي العزيزي إذا نظرنا إلى خريطة نهر الدانوب سوف نجد أنه يمر على 10 دول وهي، ألمانيا التي فيها منبعه، والنمسا، وسلوفاكيا، والمجر، وكرواتيا، وصربيا، وبلغاريا، ورومانيا، ومولدوفا، وأخيرًا أوكرانيا.

وصف نهر الدانوب Danube River

يشمل الصرف الواسع للنهر مجموعة متنوعة من الظروف الطبيعية التي تؤثر على أنظمة المجاري المائية للنهر، وقد تم تشكيل شبكة أنهار متفرعة عن النهر تتميز المياه فيها بالكثافة.

وكان عدد تلك الروافد 300 رافدًا، أكثر من 30 منها صالحًا للملاحة ويُعد رافدي سافا وTisza أكثر تلك الروافد ثراءًا، ويتسع حوض النهر بشكل غير متساوٍ مع طوله.

في الدورة المنخفضة للنهر ينخفض معدل نمو حوضه، ويتم تجفيف أكثر من نصف حوض نهر الدانوب بأكمله عبر روافده التي تقع على الضفة اليمنى من النهر، وتتجمع مياهها من جبال الألب والمناطق الجبلية الأخرى، وتساهم بما يصل إلى ثلثي إجمالي جريان النهر أو المصبات.

وإذا نظرنا إلى خريطة نهر الدانوب فسوف نتمكن من تقسيم حوض النهر إلى ثلاثة أقسام، أولها المسار العلوي الممتد من منبعه وحتى ممر بوابات المجر، في جبال الألب النمساوية وجبال الكاربات الغربية.

أما المسار الأوسط وهو ثاني تلك المسارات فيمتد من مضيق البوابات المجرية وحتى البوابة الحديدية في منطقة الكاربات الواقعة في جنوب رومانيا، والمسار الثالث والأخير فهو السفلي ويتدفق من البوابة الحديدية وحتى مصب دلتا نهر الدنوب في البحر الأسود.

هيدرولوجيا نهر الدانوب

في البداية قد يكون مصطلح هيدرولوجيا جديدًا عليك قارئنا العزيز، لذا دعني أوضحه لك، الهيدرولوجيا هي العلم الذي يهتم بدارسة المياه وكيفية توزيعها والخصائص التي تتميز بها.

وهو ما سوف نتناوله الآن في حديثنا عن نهر الدانوب فتابع القراءة بذات الشغف الذي بدأت به يا صديقي.

يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن حقائق عن ألمانيا.. هل كنت تعرفها من قبل؟

تؤثر السمات الفيزيائية المختلفة لحوض نهر الدنوب على كمية جريان المياه في أقسامه الثلاثة، دعنا نعود إلى خريطة نهر الدانوب ونعثر على الجزء العلوي، في هذا الجزء يتوافق الجريان السطحي مع روافد جبال الألب.

ويكون الحد الأقصى خلال شهر يونيو، حيث يذوب جليد جبال الألب المعروف بكثافته الكبيرة، ويكون الوقت الذي تنخفض فيه درجة الجريان السطحي للمياه خلال فصل الشتاء عند تجمد المياه وتشكل الجليد مرة أخرى.

أما الحوض الأوسط فتستمر المراحل حتى أربعة أِشهر مع ذروتين للجريان تحدثان في شهري إبريل ويونيو، بالطبع تكون ذروة شهر يونيو نابعة مما يحدث في القسم العلوي للنهر وتصل لحدها الأقصى بعد مرور فترة تتراوح ما بين عشرة وحتى خمسة عشر يومًا.

على العكس ذروة شهر إبريل تكون محلية ناتجة عن ذوبان الثلوج في السهول وأمطار فصل الربيع في الأراضي والجبال المنخفضة.

يختفي تأثير جبال الألب عندما ننتقل إلى الحوض السفلى من نهر الدنوب وفيه يكون الحد الأقصى للجريان خلال شهر إبريل مثل القسم الأوسط من النهر، فيما تكون فترات انخفاض سرعة الجريان خلال فصل الخريف بالتحديد شهري سبتمبر وأكتوبر.

أثناء الجريان يحمل نهر الدنوب كميات كبيرة من الجسيمات الصلبة، والتي قد تكونت غالبيتها من حبيبات الكوارتز، ويشكل التحول المستمر للرواسب في أجزاء مختلفة من النهر، المياه الضحلة من مجراه.

ولكن في الامتدادات ما بين براتيسلافا وكومارونو وأيضًا في قناة سولينا تعمل خطوط السحب باستمرار على إبقاء العمق المطلوب لاستمرار الملاحة في النهر.

بالإضافة إلى وجود عامل بشري وهو بناء السدود على النهر، والذي أدى إلى تغيير الطريقة التي يتم بها نقل وترسيب الرواسب، حيث تفقد المياه المحتجزة بواسطة الخزانات حمولتها من الطمي.

وتكون المياه المتدفقة عبر السد خالية من الطمي، ولذلك آثر سلبي حيث تآكلت الضفاف في اتجاه مجري النهر.

يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن كل ما تريد معرفته عن تلفريك برلين

درجة حرارة مياه نهر الدانوب

تعتمد درجة حرارة مياه نهر الدانوب على مناخ الأجزاء المختلفة لحوض النهر، دعونا نتحدث عن أجزائه الثلاثة بشكل منفصل:

• في الدورة العليا حيث تنبع المياه بعد ذوبان جليد جبال الألب والأنهار الجليدية خلال فصل الصيف، تكون درجة حرارة المياه منخفضة.
• في الروافد الوسطى والدنيا تتراوح درجة حرارته خلال فصل الصيف ما بين ما بين 22 وحتى 24 درجة مئوية.
• وفي فصل الشتاء تنخفض درجة حرارة نهر الدانوب بالقرب من الضفاف وعلى السطح إلى مستويات تحت الصفر، لكن لا يتجمد نهر الدانوب بشكل كامل أبدًا؛ نظرًا لاضطراب التيار حتى لو أصبحت الدورات الوسطى والسفلى محاطة بالجليد خلال فصل الشتاء.
• وبين شهري ديسمبر ومارس تتحدد فترات الانجراف الجليدي مع ذوبان الجليد في الربيع، مما يتسبب في تراكم كتل الجليد العائمة في جزر النهر، هذا الأمر ينتج عنه تشويش مجرى النهر وحدوث الفيضانات.

تأثير نهر الدانوب في اقتصاد الدول المطلة عليه

يلعب النهر دورًا اقتصاديًا مهمًا للدول العشرة المطلة عليه، حيث تستخدم جميعها النهر لنقل البضائع وتوليد الطاقة الكهرومائية وإمدادات المياه الصناعية والسكنية والري وصيد الأسماك.

يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن أهم المواصلات في المانيا وتطبيقاتها

وتعتبر حركة الشحن هي أهم الاستخدامات الاقتصادية للنهر؛ ومن أجل ذلك أقيمت العديد من الموانئ الرئيسية على ضفافه، مثل: “جالاتي” و”برايلا” في رومانيا، “روسه” في بلغاريا، ” Izmayil” في أوكرانيا، “بلغراد” في صربيا، “بودابست” في المجر، “براتيسلافا” في سلوفاكيا، “فيينا” في النمسا، و”ريجنسبرج” في ألمانيا.

ومنذ الحرب العالمية الثانية سار العمل على قدم وساق من أجل تحسين حركة الملاحة في النهر، عن طريق التجريف وبناء سلسلة من القنوات، وزادت حركة المرور النهرية بشكل كبير.

أما أهم القنوات الموجودة في نهر الدانوب فهي، “قناة الدانوب – البحر الأسود” والتي تمتد من “سيرنوفادو” الرومانية مباشرة إلى البحر الأسود؛ لتوفر بذلك رابطًا مباشرًا أكثر سهولة للملاحة.

وهناك أيضًا قناة الدانوب الرئيسية، والتي اكتملت في عام 1992؛ لتربط بين نهر الدانوب ونهر الراين، وبالتالي بحر الشمال.

نهر العواصم والطاقة الكهرومائية

أكثر المناطق التي تم استغلالها في نهر العواصم كما يُطلق على Danube River للحصول على الطاقة الكهرومائية كانت مساره العلوي، ولكن هذا لا يعنى أن عمليات توليد هذا النوع من الطاقة لم تستمر على طول مجرى النهر.

حيث تم بناء أحد أكبر مشاريع الطاقة الكهرومائية وهو السد العالي سيرداب أو “جرداب”، ومحطة لتوليد الطاقة عند البوابة الحديدية.

حيث اشتركت فيه دولة يوغوسلافيا السابقة مع رومانيا، ذلك المشروع لم يولد الكهرباء فحسب بل جعل واحدة من أصعب الامتدادات على النهر منطقة قابلة للملاحة.

يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن ايام العطل في المانيا بأنواعها المختلفة تعرّف عليها الآن

نهر الدانوب في التاريخ القديم

خلال القرن السابع قبل الميلاد وصل البحارة اليونانيون إلى نهر العواصم بالتحديد قسمه السفلي، وأبحروا تجاه منبع النهر في حركة تجارية نشطة، حيث كانوا على دراية بكامل مجرى النهر السفلي وأطلقوا عليه اسم “إيستر”.

وفي عصر الإمبراطورية الرومانية كان يتم اعتباره الحدود الشمالية للإمبراطورية، وفي عهدها أطلق عليه اسم نهر الدانوب.

وكان الأسطول الروماني يقوم بدوريات في مياهه، واعتبرت المعاقل على طول شواطئه بمثابة مستوطنات، تلك التي أصبحت فيما بعد فيينا وبودابست وبلغراد وروس.

أما في العصور الوسطى تم إنشاء القلاع الحصينة مثل  Werfenstein والتي بناها شارلمان في القرن التاسع الميلادي.

أما في عصر الإمبراطورية العثمانية، فقد تم بناء سلسلة من القلاع الدفاعية على طول نَهْر الطُونَة، وفي عهد ملكة المجر وبوهيميا “ماريا تيريزا” والتي حكمت منذ عام 1740 وحتى 1780، فقد أمرت بإنشاء قسم للإشراف على الملاحة النهرية.

وكانت أول رحلة نهرية من فيينا إلى بودابست في عام 1830 عبر زورق نهري، والتي وضعت نهاية لعصر استخدام النهر في الدفاع العسكري وبداية التفكير في استخدامه على نحو أوسع لأغراض تجارية.

معاهدات نَهْر الطُونَة

 كانت الملاحة المنظمة في نَهْر الطُونَة موضوع عدد من الاتفاقات الدولية، حيث تم توقيع معاهدة عثمانية نمساوية في بلغراد عام 1616، والتي بموجبها حصل النمساويون على الحق في الإبحار وسط وأسفل نهر الدانوب.

وفي عام 1774 وقعت معاهدة سمحت لروسيا باستخدام نهر العواصم السفلي.

يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن تعرّف على أشهر 10 اماكن سياحية في المانيا

وعززت اتفاقية الأنجلو بين النمسا وروسيا عامي 1838 و1840 من حرية الملاحة في النهر بأكمله، وفي باريس عام 1856 تم صياغة هذا المبدأ بصورة أكثر دقة حيث تأسست لجنة أولية اسمها الدانوب الأولى لاعتبار النهر ممر مائي دولي.

وفي عامي 1921 و1923 تم منح الموافقة النهائية من قبل النمسا وألمانيا ويوغوسلافيا وبلغاريا ورومانيا وبريطانيا العظمى وإيطاليا وبلجيكا وتشيكوسلوفاكيا والمجر واليونان.

وبناءً على ذلك تم إنشاء لجنة الدانوب الدولية كمؤسسة ذات سلطة واسعة، بما في ذلك الحق في جباية الضرائب، والحصانة الدبلوماسية لأعضائها.

وكان الأمر جيدًا وقتها حيث سيطرت على حركة الملاحة من مدينة “أولم” وحتى البحر الأسود، وحرصت على بقاء المعدات الملاحية في حالة جيدة.

وخلال الحرب العالمية الثانية توقفت حركة الملاحة الدولية على طول نَهْر الطُونَة، ولم يتم التوصل إلى توافق الآراء حول استئناف الملاحة في النهر حتى توقيع اتفاقية الدانوب في عام 1948.

ونصت هذه الاتفاقية على مشاركة دول الدانوب وحدها في اللجنة المُعاد تشكيلها، وكانت ألمانيا الغربية وحدها هي التي لم توقع على هذه الاتفاقية.

أسئلة شائعة عن ثاني أطول أنهار القارة العجوز